كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



716- الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ:
قَالَ وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من الْمَلَائِكَة الَّذين عِنْده قلت رُوِيَ مَوْقُوفا كَمَا ذكره المُصَنّف وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَيْضا فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْفِتَن حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة حَدثنَا أَبُو المهزم يزِيد بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من بعض مَلَائكَته» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان عَن أبي المهزم بِهِ مَوْقُوفا الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من مَلَائكَته انْتَهَى.
ثمَّ قَالَ وَأَبُو الْمَهْزُوم مَتْرُوك انْتَهَى، ورَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِأبي المهزم وَقَالَ كَانَ كثير الْخَطَأ فَلَمَّا كثرت فِي رِوَايَته مُخَالفَة الْأَثْبَات خرج عَن حد الْعُدُول وَقد تَركه شُعْبَة انْتَهَى.
وَفِي حَدِيث آخر مَرْفُوع رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عبيد الله بن تَمام عَن خَالِد الْحذاء عَن بشر بن شغَاف عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا شَيْء أكْرم عَلَى الله يَوْم الْقِيَامَة من ابْن آدم قيل يَا رَسُول الله وَلَا الْمَلَائِكَة قَالَ وَلَا الْمَلَائِكَة الْمَلَائِكَة مَجْبُورُونَ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَر». انْتَهَى.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ: تفرد بِهِ عبيد الله بن تَمام وَقد رَوَاهُ غَيره عَن خَالِد الْحذاء بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْأَصَح ثمَّ أخرجه كَذَلِك وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقَالَ عبيد الله بن تَمام يروي أَحَادِيث مَقْلُوبَة وَهُوَ ضَعِيف.
717- الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَن ثقيفا قَالَت للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا ندخل فِي أَمرك حَتَّى تُعْطِينَا خِصَالًا نفتخر بهَا عَلَى الْعَرَب لَا نَعْشِرُ وَلَا نحْشر وَلَا نجبي فِي صَلَاتنَا وكل رَبًّا فَهُوَ لنا وكل رَبًّا علينا فَهُوَ مَوْضُوع عَنَّا وَأَن تَمَتعنَا بِاللات سنة وَلَا نكسرها بِأَيْدِينَا عِنْد رَأس الْحول وَأَن تمنع من قصد وَادِينَا وَج فَعَضَدَ شَجَره فَإِذا سَأَلتك الْعَرَب لم فعلت ذَلِك فَقل إِن الله أَمرنِي بِهِ وَجَاءُوا بِكِتَابِهِمْ فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لثقيف لَا يعشرُونَ وَلَا يحشرون فَقَالُوا وَلَا يجبونَ فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالُوا لِلْكَاتِبِ اكْتُبْ وَلَا يجبونَ وَالْكَاتِب ينظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عمر بن الْخطاب فسل سَيْفه وَقَالَ أسعرتم قلب نَبينَا يَا معشر ثَقِيف أَسعر الله قُلُوبكُمْ نَارا فَقَالُوا لسنا نُكَلِّم إياك إِنَّمَا نُكَلِّم مُحَمَّدًا فَنزلت. 718الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا لما نزلت يَعْنِي قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاك} الْآيَة كَانَ يَقُول: «اللَّهُمَّ لَا تَكِلنِي إِلَى نَفسِي طرفَة عين» قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذكر الَّذِي قبله عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد.
719- الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هَاجر حَسَدْته الْيَهُود وكرهوا قربه مِنْهُم فَاجْتمعُوا وَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الْأَنْبِيَاء إِنَّمَا بعثوا بِالشَّام وَهِي بِلَاد مُقَدَّسَة وَكَانَت مهَاجر إِبْرَاهِيم فَلَو خرجت إِلَى الشَّام لآمَنَّا بك واتبعناك وَقد علمنَا أَنه لَا يمنعك من الْخُرُوج إِلَّا خوف الرّوم فَإِن كنت نَبيا فَالله مانعك مِنْهُم فَعَسْكَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل بِذِي الحليفة حَتَّى يجْتَمع إِلَيْهِ أَصْحَابه وَيَرَاهُ النَّاس عَازِمًا عَلَى الْخُرُوج إِلَى الشَّام لِحِرْصِهِ عَلَى دُخُول النَّاس فِي دين الله فَنزلت وَإِذا لَا يلبثُونَ خِلافك فَرجع.
720- الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ:
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ {أَتَانِي جِبْرِيل لدلوك الشَّمْس حِين زَالَت الشَّمْس وَصَلى بِي الظّهْر} قلت غَرِيب، وبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الجزار حَدثنَا سعيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه حَدثنَا أَيُّوب بن عتبَة حَدثنَا أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن ابْن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه أَن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين دلكت الشَّمْس يَعْنِي حِين زَالَت فَقَالَ لَهُ قُم فصل فَقَامَ فَصَلى الظّهْر ثمَّ ذكر بَاقِي الصَّلَوَات بأعدادهن... ثمَّ قَالَ وَأَيوب بن عتبَة لَيْسَ بِالْقَوِيّ.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قُم فصل وَذَلِكَ لدلوك حِين مَالَتْ فَقَامَ فَصَلى الظّهْر أَرْبعا انْتَهَى.
وَرَوَاهُ كَذَلِك بشر بن عمر الزهْرَانِي حَدثنِي سَلمَة بن بِلَال حَدثنَا يَحْيَى ابْن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه وَزَاد بَاقِي الصَّلَوَات وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَينظر فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة وَرَوَاهُ بِهَذَا السَّنَد الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ إِنَّه مُنْقَطع لم يسمعهُ أَبُو بكر من أبي مَسْعُود وَإِنَّمَا هُوَ بَلَاغ بلغه انْتَهَى.
قَالَه فِي السّنَن وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عمر بن قيس عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دلوك الشَّمْس زَوَالهَا».
انْتَهَى وَقَالَ إِنَّمَا يرْوَى هَذَا الحَدِيث مَوْقُوفا عَلَى ابْن عمر وَلم يسْندهُ عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا عمر ابْن قيس وَكَانَ لين الحَدِيث انْتَهَى.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سهل بن بكار عَن أبي عوَانَة عَن الْأسود ابْن قيس عَن نُبيح الْعَنزي عَن جَابر بن عبد الله قَالَ دَعَوْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن شَاءَ من أَصْحَابه يطْعمُون عِنْدِي ثمَّ خَرجُوا حِين زَالَت الشَّمْس فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «اخْرُج يَا أَبَا بكر» فَهَذَا حِين دلكت الشَّمْس انْتَهَى، وذكره الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن مَسْعُود عقبه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير سَنَد.
721- الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ:
عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ فِي الْمقَام الْمَحْمُود: «هُوَ الْمقَام الَّذِي أشفع فِيهِ لأمتي» قلت رُوِيَ من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث كَعْب بن مَالك وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة، أما حَدِيث أنس فَذكره البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد وَلم يصل سَنَده بِهِ فَقَالَ وَقَالَ حجاج بن منهال حَدثنَا همام حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك الْيَوْم فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا فَيَأْتُونَ آدم عَلَيْهِ السَّلَام» إِلَى أَن قَالَ: «فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُول لَهُم لست هُنَاكُم ائْتُوا مُحَمَّدًا قَالَ فَيَأْتُوني فَأَسْتَأْذِن عَلَى رَبِّي فَيُؤذن لي ثمَّ أشفع إِلَى أَن قَالَ فَأَقُول يَا رب مَا بَقِي فِي النَّار إِلَّا من وَجب عَلَيْهِ الخلود ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا قَالَ وَهَذَا الْمقَام الَّذِي وعده نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» مُخْتَصر.
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره هَذِه السُّورَة وَفِي الزَّكَاة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الشَّمْس لَتَدْنُو حَتَّى يبلغ الْعرق نصف الْأذن فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ اسْتَغَاثُوا بِآدَم فَيَقُول لست صَاحب ذَلِك ثمَّ مُوسَى فَيَقُول كَذَلِك ثمَّ بِمُحَمد فَيشفع بَين الْخلق فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذ بِحَلقَة الْجنَّة فَذَلِك يَوْمئِذٍ يَبْعَثهُ الله مقَاما مَحْمُودًا» انْتَهَى.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث سَلمَة بن كهيل عَن أبي الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيكون أول شَافِع روح الْقُدس جِبْرِيل ثمَّ إِبْرَاهِيم ثمَّ مُوسَى ثمَّ عِيسَى ثمَّ يقوم نَبِيكُم رَافعا لَا يشفع أحد بعده فِيمَا يشفع فِيهِ وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا} مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا عَارِم بن الْفضل حَدثنَا سعيد بن زيد حَدثنَا عَلّي بن الحكم الْبنانِيّ عَن عُثْمَان بن عمر أبي الْيَقظَان عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ ابْنا مليكَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا إِن أمنا تكرم الزَّوْج وَتعطف عَلَى الْوَلَد وَذكر الضَّيْف غير أَنَّهَا وَأَدت فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ «أمكُمَا فِي النَّار» قَالَ فَأَدْبَرَا وَالسوء يرَى فِي وُجُوههمَا فَأمر بهما فَردا وَالسُّرُور يرَى فِي وُجُوههمَا رَجَاء أَن يكون قد حدث شَيْء فَقَالَ «أُمِّي مَعَ أمكُمَا» فقاتل رجل من الْمُنَافِقين وَمَا يُغني هَذَا عَن أمه شَيْئا وَنحن نَطَأ عقبه فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هَل وَعدك رَبك فِيهَا أَو فيهمَا فَقَالَ: «مَا شَاءَ الله رَبِّي وَمَا أَطْعمنِي فِيهِ وَإِنِّي لأَقوم الْمقَام الْمَحْمُود يَوْم الْقِيَامَة» فَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا رَسُول الله وَمَا ذَاك الْمقَام الْمَحْمُود قَالَ: «ذَاك إِذا جِيءَ بكم حُفَاة عُرَاة غرلًا» ثمَّ ذكره بِطُولِهِ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير حَدثنَا بنْدَار حَدثنَا غنْدر حَدثنَا شُعْبَة عَن سَلمَة ابْن كهيل حَدثنَا أَبُو الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيقوم نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يشفع أحد بِمثل شَفَاعَته وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عَلّي بن الحكم بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ أما حَدِيث كَعْب بن مَالك فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن كَعْب بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يبْعَث الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي عَلَى تل وَيَكْسُونِي رَبِّي حلَّة خضراء ثمَّ يُؤذن لي فَأَقُول مَا شَاءَ الله أَن أَقُول فَذَلِك الْمقَام الْمَحْمُود» انْتَهَى.
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأحمد فِي مُسْنده وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن يزِيد الْفَقِير عَن جَابر فِي بَاب الشَّفَاعَة بِلَفْظ آخر وَيُرَاجع أَيْضا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مد الله الأَرْض مد الْأَدِيم حَتَّى لَا يكون لبشر من النَّاس إِلَّا مَوضِع قَدَمَيْهِ فَأَكُون أول من يُدعَى جِبْرِيل عَن يَمِين الرَّحْمَن فَأَقُول أَي رب إِن هَذَا أَخْبرنِي أَنَّك أَرْسلتهُ إِلَيّ فَيَقُول صدق ثمَّ أشفع فَأَقُول يَا رب عِبَادك عَبَدُوك فِي أَطْرَاف الأَرْض قَالَ فَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود» انْتَهَى.
وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد أرْسلهُ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره ثمَّ أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ بِهِ كَذَلِك مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مُرْسلا.
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة عَن الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر قَالَ فَيفزع النَّاس ثَلَاث فَزعَات فَيَأْتُونَ آدم» فَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة وَفِي آخِره: «فَيُقَال ارْفَعْ رَأسك وَاشْفَعْ تشفع وَقل يسمع لِقَوْلِك وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي قَالَ الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا» مُخْتَصر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن. انْتَهَى.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما عَن وَكِيع عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله تعالى: {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا} وَسُئِلَ عَنْهَا قَالَ: «هِيَ الشَّفَاعَة» انْتَهَى، وقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى.
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الواحدي فِي الْأَوْسَط وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث ابْن ثَوْبَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ: «يَا رَسُول الله مَا الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وَعدك رَبك قَالَ يحْشر النَّاس عُرَاة غرلًا» فَذكره بِطُولِهِ.
وَأما حَدِيث سعد فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي حنيفَة عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الْمقَام الْمَحْمُود فَقَالَ: «هُوَ الشَّفَاعَة» انْتَهَى.
722- الحَدِيث الثَّلَاثُونَ:
عَن حُذَيْفَة قَالَ يجمع النَّاس فِي صَعِيد فَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُول: «لبيْك وَسَعْديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك بَين يَديك وَبِك وَإِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت» قَالَ فَهَذَا قَوْله: {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود حَدثنَا خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق سَمِعت صلَة بن زفر يَقُول سَمِعت حُذَيْفَة يَقُول يجمع النَّاس فِي صَعِيد وَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُول: «لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر فِي يَديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك وَابْن عَبدك وَبِك وَإِلَيْك وَلَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت» فَهَذَا قَوْله: {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا} انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن إسرائيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَزَاد فِيهِ: «سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت» كَمَا ذكره فِي الْكتاب وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام حُذَيْفَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن بشار عَن غنْدر عَن شُعْبَة بِهِ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن إسرائيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة بِهِ وَمن طَرِيق أبي دَاوُد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن شُعْبَة بِهِ بِلَفْظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده.